يستعد بنيامين نتنياهو ان يعرض اعضاء حكومته الجديدة على الكنيست الساعة الخامسة من مساء اليوم الثلاثاء، وقد انجز كافة الامور العالقة لنيل ثقة الكنيست، وبقي امامه مهمة ارضاء القطب الليكودي سيلفان شالوم ويضمه للحكومة حتى المسائل الفنية وعمل الترتيبات اللازمة لها، حيث طالب باضافة طاولة في الكنيست لتتسع لاعضاء الحكومة الجديدة والتي يبلغ عددها 30 وزيرا وسبعة نواب وزراء، وتعتبر هذه الوزارة الاكبر في تاريخ اسرائيل وهذا ما يعيد للذاكرة حين تولى نتنياهو اول مرة رئاسة حكومة في اسرائيل عام 1996 حيث كانت الوزارة التي شكلها انذاك تضم 17 وزيرا وكان له تصريح في حينه ان على الحكومة ان لا تكون موسعة لتستطيع القيام بدورها ولكن ما الذي تغير بعد 13 عاما ليضم نتنياهو 13 وزيرا جديدا لحكومته الحالية بالاضافة الى سبعة نواب وزراء.
من الواضح ان "واحة الديمقراطية" التي تتغنى بها اسرائيل ليس لها علاقة بالديمقراطية والكل كان يلهث وراء الوزارات ويكفي ان يصرح نتنياهو نفسه ان انضمام الاحزاب الدينية للحكومة هو هدف مالي بحت وكذلك اتهام حزب كاديما للعمل انه انضم للحكومة مقابل وعود مالية من نتنياهو، وكذلك لا بد من التذكير ان وزير الخارجية القادم ليبرمان لديه ملف جنائي وينتظر التحقيق في تبيض اموال العصابات لفهم ما الت اليه اسرائيل وفهم تقسيم الوزارات واستحداث وزارات جديدة.
التشكيلة الحكومية:
فقد عين نتانياهو النائب يوفال شتاينتس وزيرا للمالية، وقال شتاينيتس انه فخور بالثقة البالغة التي نالها من رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف، مؤكدا ان الازمة الاقتصادية الراهنة ستكون من اهم القضايا التي يتوجب على وزارة المالية التعامل معها، مشيرا ان نتانياهو هو الذي سيرسم ملامح السياسة الاقتصادية للحكومة وسيترأس المجلس الوزاري المصغر للشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
كما عين نتانياهو النائب موشيه يعلون رئيس الأركان الأسبق وزيراً للشؤون الإستراتيجية ونائباً أول له، اما عضو الكنيست دان مريدور فسيكون وزير دولة اسرائيل مسؤولا عن الاجهزة الاستخبارية، والنائب بيني بغين وزير دولة وعضوا في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والامنية، كما عين نتانياهو النائب غدعون ساعر وزيراً للتربية والتعليم والنائب يسرائيل كاتس وزيراً للمواصلات والنائبة ليمور ليفنات وزيرةً للثقافة والرياضة والنائب موشيه كحلون وزيراً للاتصالات والنائب غلعاد اردان وزيراً لشؤون حماية البيئة والنائب يولي إدلشتاين وزيراً للإعلام وشؤون يهود الشتات بينما سيكون النائبان ميخائيل ايتان ويوسي بيليد وزيرين بدون حقيبة.
وسيلتقي نتانياهو قبل ظهر اليوم بالقطب الليكودي النائب سيلفان شالوم وسيعرض عليه كما يبدو تولي حقيبة التنمية الاقليمية ومنصب النائب الاول لرئيس الوزراء فضلا عن عضوية المجلس الوزاري المصغر، ولم تستبعد مصادر حزبية ان يقرر السيد شالوم عدم الانضمام الى الحكومة في مثل هذه الحالة علما بانه كان قد طالب نتانياهو باسناد احدى الوزارات السيادية اليه.
وابلغ نتانياهو الليلة الماضية النائب ايوب قرا بتعيينه نائب وزير في وزارة تطوير النقب والجليل التي يحتفظ بها نتانياهو بنفسه، كما عرض نتانياهو على النائبة ليئا نيس تولي منصب نائبة وزير لشؤون المتقاعدين.
وتستمر صباح اليوم المفاوضات الائتلافية بين الليكود وحزب يهادوت هاتورا بعد حصول تقدم ملموس خلال الاتصالات التي جرت امس، وفي حال انضمام يهادوت هاتورا الى الائتلاف الحكومي فسيتولى احد اعضائه رئاسة لجنة المالية البرلمانية كما يحصل هذا الحزب على منصب نائب وزير في وزارة الصحة يتمتع بكامل صلاحيات الوزير بالاضافة الى نائب وزير في وزارة التربية والتعليم.
الابعاد الاقتصادية:
حكومة نتنياهو ستكون الاكبر في تاريخ دولة اسرائيل اذ تضم 30 وزيرا وسبعة او ثمانية نواب وزراء، وقال نتنياهو تعقيبا على الانتقادات التي وجهت اليه بسبب ذلك :"ان حجم الحكومة هو ثمن الوحدة الوطنية، وسيكون لهذه القاعدة الوزارية العريضة ابعاد اقتصادية بحيث ستكلف ميزانية الدولة المزيد من مئات ملايين الشواكل".
واشارت مصادر مقربة من رئيس الوزراء الاسرائيلي المكلف الى ان احدى ميزات الحكومة الجديدة هي تشكيلة الطاقم الوزاري المصغر الذي ستناقش في اطاره القضايا المحورية ويضم هذا الطاقم الى جانب نتنياهو الوزراء : ايهود براك وافيغدور ليبرمان ودان مريدور وموشيه يعلون وبيني بيغن وبنيامين بن العيزر وفي حال انضمام النائب سيلفان شالوم الى الحكومة فسيكون ايضا عضوا في هذا الطاقم.