إلى الله نلجأ يا عباس
لست أدري من أين هبطت كل تلك البلاغة على السيد الرئيس -مع إضافة عبارة المنتهية
ولايته- كما أنني لا أعرف من أي المعاجم انتقى فخامته مفردات ذلك الخطاب التاريخي.
في المقابل فإنني لا أعرف كيف تمكنت من تفادي عدد من حوادث السير المحققة التيكدت سأقترفها لانشغالي عن السياقة بالضحك على كلام ذلك البهلول -حظي أني كنت فيالسيارة لحظة إلقاء فخامته ذلك الخطاب- بطبيعة الحال، الحمد لله الذي سلم.
فخامته لا يعرف إلى من يلجأ ولا إلى أين يفر، ولم يجد من أمامه -أو حتى من خلفه- سوى مصر -وبدون الشقيقة- ملجأ، عموماً لا تخف فخامتك، فسلامة خير العم سام وهوبالمناسبة أسود اللون هذه المرة، غير أنه يكن لك معزة كبيرة وكبيرة جداً؛ فقد عين لك وزيرة خارجية لبقة، وهيهذه المرة بيضاء مشرقة الوجه -يعني بوس بنفس وخد راحتك-، وبالطبع لا ننسى أن نذكر فخامته بأشقاء الكفاح، (لا يروح فكركم بعيد أنا أقصد الأشقاء بتوع التنسيق الأمني).
الأكثر من ذلك، أن فخامته لم ينس أن يشير إلى كون السيد مشعل (أبو الوليد) يتحدث من الخارج ويصرح كما يحلو له، باعتبار أنه وأهله بمأمن، وأنه لن يصتلي أو يكتوي بنار الحرب التي يوقدها، -هكذا يقول سيادة البهلول-، ونحن نعرف أن مشعل لم يكن ليتردد للحظة واحدة عن دخول غزة أو حتى الضفة الغربية لو أتيح له ذلك، لكن للأسف (الجماعة ما بيعطوه تصريح –الي ما عرف من المقصود في الجماعة عليه بمراجعة المؤتمر الصحفي إياه لوزيز الخارجية القطري)، فأبو الوليد يا فخامة البهلول لا يخشى أبدا على نفسه وأسرته، حتى ولو كان الثمن (الذبح من الوريد إلى الوريد).
ولست أدري لماذا لم يشرف فخامته القطاع ولو بزيارة عابرة وهو الرئيس المعتبر والقادر على أن يصول ويجول، هو لم يكلف نفسه ذاك العناء لا خلال الحرب ولا من بعدها، (رمتني بداءها وانسلت –مع اعتبار الفارق أعلاه-).
أمّا أشد ما أثار ضحكي، حتى ضجت مني السيارة وكدت أصطدم بعشرة من السيارات دفعة واحدة، هو أن فخامته لن يجلس للحوار مع حماس إلاّ إذا اعترفت هي بدورها بما يسميه منظمة التحرير الفلسطينية، بل ويجب أن يكون الاعتراف كما يشير السيد البهلول بلا لبس أو غموض أو إبهام، (ياخي ربنا ياخدك –دعوة مصرية شهيرة، على اعتبار أن سيادته بموت في دباديب المصريين-)، وهل قال لك أحد أن حماس تستجدي حوار مع أمثالك.
عموماً، فلتلجأ فخامتك إلى فخامته، -على اعتبار أن الطيور على أشكالها تقع- عسى أن تنعما في الجحيم معاً، أمّا حماس فليس لها سوى الله ملجأ، وهو نعم الملتجأ.
لك الله يا حماس.... فوالله ان النصر لقريب...ووالله انكم لجنود الله في الارض..